انهيارات أرضية في شرق الهند تُخلف عشرات الضحايا وتعزل مئات السياح

انهيارات أرضية في شرق الهند تُخلف عشرات الضحايا وتعزل مئات السياح
فيضانات في الهند - أرشيف

شهدت ولاية البنغال الغربية في شرق الهند كارثة طبيعية مروّعة، بعدما تسببت الأمطار الغزيرة المتواصلة منذ مساء الأحد في وقوع انهيارات أرضية ضخمة بمنطقة دارجيلينج الجبلية، وهي من أشهر الوجهات السياحية في البلاد.

وذكرت شبكة تلفزيون "بريكس" الدولية، اليوم الثلاثاء، أن الانهيارات أودت بحياة أكثر من 23 شخصاً وأدت إلى إصابة العشرات، فيما لا يزال عدد من السكان مفقودين تحت الأنقاض وسط تضاؤل فرص العثور عليهم أحياء.

وأكدت الشبكة أن الانهيارات الأرضية المتتالية دمّرت عدداً كبيراً من المنازل وقطعت الطرق الجبلية الحيوية التي تربط دارجيلينج بالمناطق المجاورة، ما تسبب في عزل مئات السياح والسكان المحليين عن العالم الخارجي وانقطاع الاتصال عنهم بشكل شبه كامل.

تدمير للبنية التحتية

أوضحت السلطات المحلية أن شبكات الاتصالات والكهرباء تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة الانهيارات، ما فاقم من صعوبة تنسيق جهود الإغاثة والإنقاذ.

وأشارت إلى أن بعض المناطق الجبلية لا تزال غير قابلة للوصول إليها بسبب انهيار الطرق ودفنها بالطين والصخور، فيما تعمل فرق الطوارئ على إزالة الركام للوصول إلى القرى المنكوبة.

ودفعت هذه التطورات حكومة الولاية إلى إغلاق جميع المعالم السياحية مؤقتاً، وتحذير السكان والزوار من الاقتراب من المرتفعات، مؤكدة ضرورة متابعة تقارير الأرصاد الجوية بشكل مستمر تجنّباً لمزيد من الكوارث.

تحركات حكومية عاجلة

ترأست رئيسة وزراء ولاية البنغال الغربية ماماتا بانيرجي اجتماعاً طارئاً صباح الاثنين، أكدت خلاله أنها ستقوم بزيارة ميدانية إلى المناطق المتضررة للإشراف على جهود الإنقاذ بنفسها.

وأوضحت بانيرجي أن المنطقة شهدت هطول أمطار قياسية بلغت 300 ملم خلال 12 ساعة فقط، ما تسبب في انهيارات أرضية وفيضانات متزامنة ضربت سبع مناطق على الأقل في شمال الولاية.

وقالت في بيانها: "الوضع بالغ الخطورة، ونحن ننسق مع الجيش الهندي وخدمات الطوارئ لتسريع عمليات الإنقاذ وإجلاء السكان إلى مناطق آمنة".

عمليات إنقاذ معقدة

تواصل فرق الإنقاذ، بدعم من الشرطة والجيش الهندي، عمليات البحث عن المفقودين في ظروف جوية قاسية تعوق حركة المركبات والمروحيات.

وأكدت السلطات أن الانزلاقات الأرضية المتكررة تجعل الوصول إلى القرى الجبلية أمراً بالغ الصعوبة، في حين تم إجلاء مئات العائلات إلى ملاجئ مؤقتة أُقيمت في المدارس والمعابد المحلية.

وقال أحد عناصر الإنقاذ لقناة "بريكس" إن "الطين يغمر المنازل بالكامل، والعديد من الطرق باتت غير سالكة، ونحن نحاول شق ممرات جديدة للوصول إلى العالقين".

كارثة إنسانية وبيئية

تُعد هذه الكارثة من أعنف الانهيارات الأرضية التي تضرب البنغال الغربية في السنوات الأخيرة، في منطقة لطالما كانت عرضة للأمطار الموسمية الغزيرة والانجرافات الأرضية بسبب طبيعتها الجبلية الهشة.

وحذّر خبراء البيئة من أن التوسع العمراني العشوائي على المنحدرات والأنشطة السياحية المكثفة زادت من هشاشة التربة وجعلت المنطقة أكثر عرضة للانهيارات.

ودعا ناشطون بيئيون الحكومة الهندية إلى تبني خطة شاملة لإدارة الكوارث في المناطق الجبلية، تشمل مراقبة البنية التحتية وتقييد البناء في المناطق المعرضة للخطر.

دارجيلينج بين الجمال والكوارث

تحولت دارجيلينج، التي تُعرف عادة بـ"جوهرة جبال الهيمالايا"، إلى منطقة منكوبة غمرتها الانهيارات والأمطار الغزيرة، لتذكّر الهند مجدداً بـالهشاشة البيئية لتلك الجبال الساحرة.

وفيما تواصل فرق الإنقاذ سباقها مع الزمن لإنقاذ الأرواح، يبقى التحدي الأكبر في إعادة الحياة إلى طبيعتها في هذه المدينة التي كانت يوماً ملاذاً للسياح، وأصبحت اليوم رمزاً للألم والمعاناة الإنسانية بسبب غضب الطبيعة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية